قال اللّٰه عز و جل ﴿وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق:16] و قال ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] فكان بهويته معنا و بأسمائه أقرب إلينا منا فإن الحق إذا جمع نفسه مع أحديته فلأسمائه من حيث ما تدل عليه من الحقائق المختلفة و ما مدلولها سواه فإنها و مدلولاتها عينه و أسماؤه فلا بد أن تكون الكناية عن ذلك في عالم الألفاظ و الكلمات بلفظ الجمع مثل نحن و إنا بكسر الهمزة و تشديد النون مثل قوله إنا كل شيء خلقناه بقدر و إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون و قد تفرد إذا أراد هويته لا أسماءه مثل قوله ﴿إِنَّنِي أَنَا اللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا﴾ [ طه:14] فوحد و أين نحن ما أنا و لا معنى لمن قال إن ذلك كناية عن العظمة لا بل هي عن الكثرة و ما ثم كثرة إلا ما تدل عليه منه أسماؤه الحسنى أو تكون عينه أعيان الموجودات و تختلف الصور لاختلاف حقائق الممكنات المركبات إذ قد قال عن هويته إنها جميع قوى الصور أي إذا أحب الشخص من عباده كشف له عنه به فعلم أنه هو فرآه به مع ثبوت عين الممكن و إضافة القوة التي هي عينه تعالى إلى العبد «فقال كنت سمعه»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية