﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن:29] فلم يزل و لا يزال و إنما سمي ذلك خيالا لأنا نعرف أن ذلك راجع إلى الناظر لا إلى الشيء في نفسه فالشيء في نفسه ثابت على حقيقته لا يتبدل لأن الحقائق لا تتبدل و يظهر إلى الناظر في صور متنوعة و ذلك التنوع حقيقة أيضا لا تتبدل على تنوعها فلا تقبل الثبوت على صورة واحدة بل حقيقتها الثبوت على التنوع فكل ظاهر في العالم صورة ممثلة كيانية مضاهية لصورة إلهية لأنه لا يتجلى للعالم إلا بما يناسب العالم في عين جوهر ثابت كما إن الإنسان من حيث جوهره ثابت أيضا فترى الثابت بالثابت و هو الغيب منك و منه و ترى الظاهر بالظاهر و هو المشهود و الشاهد و الشهادة منك و منه فكذا تدركه و كذا تدرك ذانك غير أنك معروف في كل صورة إنك أنت لا غيرك كما تعلم أن زيدا في تنوعه في كيفياته من خجل و وجل و مرض و عافية و رضي و غضب و كل ما يتقلب فيه من الأحوال أنه زيد لا غيره كذلك الأمر فنقول قد تغير فلان من حال إلى حال و من صورة إلى صورة و لو لا ما هو الأمر على هذا لكان إذا تبدل الحال عليه لم نعرفه و قلنا بعدمه فعلمنا إن ثم عينين كما قال تعالى ﴿أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ﴾ [البلد:8] فعين يدرك به من يتحول و عين يدرك به التحول و هما طريقان مختلفان قد أبانهما اللّٰه لذي عينين و هو قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية