﴿أَنَا رَبُّكُمْ﴾ [الأنبياء:92] فلو تجلى لهم في الصورة التي أخذ عليهم الميثاق فيها ما أنكره أحد فبعد وقوع الإنكار تحول لهم في الصورة التي أخذ عليهم فيها الميثاق فأقروا به لأنهم عرفوه و لهم إدلال إقرارهم و أما تجليه تعالى في الكثيب للرؤية فهنالك يتجلى في صور الاعتقادات لاختلافهم في ذلك في مراتبهم و لم يختلف في أخذ الميثاق فذلك هو التجلي العالم للكثرة و تجلى الكثيب هو التجلي العام في الكثرة و التجلي الذي يكون من اللّٰه لعبده و هو في ملكه هو التجلي الخاص الواحد للواحد فرؤيتنا إياه في يوم المواقف في القيامة يخالف رؤيتنا إياه في أخذ الميثاق و يخالف رؤيتنا إياه في الكثيب و يخالف رؤيتنا إياه و نحن في ملكنا و في قصورنا و أهلينا فمنه كان الخلاف الذي حكم علينا به في القرآن العزيز في قوله تعالى ﴿وَ لاٰ يَزٰالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ [هود:118] و قوله ﴿إِلاّٰ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾ [هود:119] فهم الذين عرفوه في الاختلاف فلم ينكروه فهم الذين أطلعهم اللّٰه على أحدية الكثرة و هؤلاء هم أهل اللّٰه و خاصته فقد خالف المرحومون بهذا الأمر الذي اختصهم اللّٰه به من سواهم من الطوائف فدخلوا بهذا النعت في حكم قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية