«وصل»في ذكر ما في هذا المنزل من العلوم
فمن ذلك علم الاتصال الكوني و الانفصال الإلهي و الكوني و فيه علم تنزيه الحق مع ثبوت النزول و المعية عما للنزول و المعية من الحركة و الانتقال و فيه علم الفرقان بين الكتب المنزلة من عند اللّٰه و إن كانت كلها كلام اللّٰه و لما ذا تكثرت و تعددت آياتها و سورها هل لكونها كلاما أو لكونها متكلما بها و فيه علم افتراق الناس إلى مؤمن بكذا و غير مؤمن به و فيه علم الملإ الأعلى و فيه علم الآجال و فيه علم حكمة التفضيل في العالم و فيه علم انتشاء الفروع من أصل واحد و فيه علم قول القائل
و ما على اللّٰه بمستنكر *** أن يجمع العالم في واحد
و هذا هو علم الإنسان الكامل الجامع حقائق العالم و صورة الحق سبحانه و تعالى و فيه علم الفرق بين المبدأ و المعاد و ما معنى المعاد هل هو أمر وجودي أو نسبة مرتبة كوال يعزل ثم يرد إلى ولايته و فيه علم السبب الذي لأجله أنكر من أنكر المعاد و ما المعاد الذي أنكر و ما صفة المنكر و فيه علم نسبة الأشياء إلى اللّٰه نسبة واحدة فكيف سبقت الرحمة الغضب حتى عمت الرحمة كل شيء فلم يبق للغضب محل يظهر فيه و فيه علم هداة الحق و فيه علم إنشاء العالم من العالم و لما ذا يرجع ما فيه من الزيادة و النقص فلا بد من العلم بكمال أو تمام به يتميز ما زاد عليه و ما نقص عنه و هل كل زيادة على التمام نقص أم لا و فيه علم هل يوجد أمران متجاوران ليس بينهما وسط مثل الغيب و الشهادة و كالنفي و الإثبات و مثل قولنا أنت ما أنت ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ [الأنفال:17] و فيه علم الأمر الذي يحفظ اللّٰه به المكلف من حيث عينه و من حيث أفعاله و فيه علم كمال العالم الكمال الذي لا يحتمل الزيادة فيه فلا يظهر فيه مما لم يظهر إلا ما خرج عنه فيعود عليه فيظهر فيه أمر لم يكن فيه و هو منه فما ظهر في العالم بعد تمامه إلا العالم فأمر اللّٰه واحدة فيه و هو المعبر عنه بالاستحالات و الاستحالات متنوعة بحسب الحقائق كالماء يستحيل بخارا و الملك يستحيل إنسانا بالصورة و كذلك التجلي فمن عرف ذلك عرف الأمر على ما هو عليه و الولد على شبه أبيه فإن الولد إذا خرج على شبه أبيه برأ الأم مما يتطرق إليها من الاحتمال إذا لم يكن الشبه و من هنا تعلم أنه لا خالق إلا اللّٰه و قد نبه الشارع بحديث الصورة الكاملة الإمامية و فيه علم نفي الأسباب بإثباتها و فيه علم الأمر الذي دعا المشرك إلى إثبات الشريك و فيه علم غيرة الحق على الرتبة الإلهية و فيه علم ما يقول المتعلم من العالم إذا سأله العالم بفتح اللام و فيه علم ما هو من القول حجة و ما ليس بحجة فهل الحجة على الخصم عين القول خاصة أو ما يدل عليه القول أو في موطن يكون القول و في موطن يكون ما يدل عليه القول فإذا كان القول يعجز السامع فهو عين الحجة و فيه علم الفضل بالعلم بين المخلوقين و أنه لا رتبة أشرف من رتبة العلم و فيه علم أن الملائكة كلهم علماء بالله ليس فيهم من يجعل بخلاف الناس و لذلك قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية