فالذي فعله لم يكن من مقام النبوة و قال له في انفراد كل واحد منهما بمقامه الذي هو عليه «قال الخضر لموسى عليه السلام يا موسى أنا على علم علمنيه اللّٰه لا تعلمه أنت و أنت على علم علمكه اللّٰه لا أعلمه أنا» و افترقا و تميزا بالإنكار
[الأفراد لهم الأولية في الأمور]
فالإنكار ليس من شأن الأفراد فإن لهم الأولية في الأمور فهم ينكر عليهم و لا ينكرون قال الجنيد لا يبلغ أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صديق بأنه زنديق و ذلك لأنهم يعلمون من اللّٰه ما لا يعلمه غيرهم
[الأفراد هم أصحاب العلم الباطن]
و هم أصحاب العلم الذي كان «يقول فيه علي بن أبي طالب رضي» «اللّٰه عنه حين يضرب بيده إلى صدره و يتنهد إن هاهنا لعلوما جمة لو وجدت لها حملة» فإنه كان من الأفراد و لم يسمع هذا من غيره في زمانه إلا أبي هريرة ذكر مثل هذا «خرج البخاري في صحيحة عنه أنه قال حملت عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم جوابين أما الواحد فبثثته فيكم و أما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية