و اعلم أنه ما تقدم لنبي قط قبل نبوته نظر عقلي في العلم بالله و لا ينبغي له ذلك و كذلك كل ولي مصطفى لا يتقدم له نظر عقلي في العلم بالله و كل من تقدمه من الأولياء علم بالله من جهة نظر فكري فهو و إن كان وليا فما هو مصطفى و لا هو ممن أورثه اللّٰه الكتاب الإلهي و سبب ذلك أن النظر يقيده في اللّٰه بأمر ما يميزه به عن سائر الأمور و لا يقدر على نسبة عموم الوجود لله فما عنده سوى تنزيه مجرد فإذا عقد عليه فكل ما أتاه من ربه مخالف عقده فإنه يرده و يقدح في الأدلة التي تعضد ما جاءه من عند ربه فمن اعتنى اللّٰه به عصمه قبل اصطفائه من علوم النظر و اصطنعه لنفسه و حال بينه و بين طلب العلوم النظرية و رزقه الايمان بالله و بما جاء من عند اللّٰه على لسان رسول اللّٰه هذا في هذه الأمة التي عمت دعوة رسولها و أما في النبوة الأولى ممن كان في ﴿فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [المائدة:19]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية