﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [ابراهيم:7] و لا شك أن موسى قد شكر اللّٰه على نعمة الاصطفاء و نعمة الكلام شكرا واجبا مأمورا به فيزيده اللّٰه لشكره نعمة رؤيته إياه فهل رآه في وقت سؤاله بالشرط الذي أقامه له كما ورد في نص القرآن أو لم يره و الآية محتملة المأخذ فإنه ما نفى زمان الحال عن تعلق الرؤية و إنما نفى الاستقبال بأداة سوف و لا شك أن اللّٰه تجلى للجبل و هو محدث و تدكدك الجبل لتجليه فحصل لنا من هذا رؤية الجبل ربه التي أوجبت له التدكدك فقد رآه محدث فما المانع أن رآه موسى عليه السّلام في حال التدكدك و وقع النفي على الاستقبال ما لذلك مانع لمن عقل و لا سيما و قد قام الصعق لموسى عليه السّلام مقام التدكدك للجبل ثم لتعلم أنه من أدرك الحق علما لم يفته من العلم الإلهي مسألة و من رأى الحق ببصره رأى كل نوع من العالم لا يفوته من أنواعه شيء إذا رآه في غير مادة و إذا علمه بصفة إثبات نفسية فإن علمه بصفة تنزيه لم يكن له هذا المقام و إن رآه في مادة لم يكن له هذا المقام و أما من ذهب إلى أن رؤية الحق إنما هي عبارة عن مزيد وضوح في العلم النظري بالله لا غير فهذه قولة من لا علم له بالله من طريق الكشف و التجلي إلا أن يكون قال ذلك لمعنى كان حاضرا من لا ينبغي أن يسمع مثل هذا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية