﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] حتى إذا رحم من وقع الأخذ به عرف الخلق أن هذه الرحمة الإلهية قد تقدم الإعلام بها من الحق في الدار الدنيا دار التكليف فلا ينكرها العالمون فما أخرج اللّٰه العالم من العدم الذي هو الشر إلا للخير الذي أراده به ليس إلا الوجود فهو إلى السعادة موجود بالأصالة و إليها ينتهي أمره بالحكم فإن الدار التي أشرك فيها دار مزج فهي دار شبهة و هي الدنيا فلها وجه إلى الحق بما هي موجودة و لها وجه لغير الحق بما ينعدم ما فيها و ينتقل عنها إلى الأخرى و الشبهة نسبة الحل إليها و الحرمة على السواء و ما جعلها اللّٰه على هذه الصفة إلا لإقامة عذر العباد إذا أراد أن يرحمهم رحمة العموم فما ألطف اللّٰه بخلقه فإن الصانع له اعتناء بصنعته فالمؤمن العالم ما جحد إن المشرك عبد اللّٰه فإنه سمعه يقول ﴿مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلاّٰ لِيُقَرِّبُونٰا إِلَى اللّٰهِ زُلْفىٰ﴾ [الزمر:3]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية