﴿وَ الْبَحْرِ﴾ [الأنعام:59] و هو السلوك الباطن المعنوي بالأعمال النفسية فأصحاب هذا الباب معارفهم مكتسبة لا موهوبة و أكلهم من تحت أقدامهم أي من كسبهم لها و اجتهادهم في تحصيلها و لو لا ما أرادهم الحق لذلك ما وفقهم و لا استعملهم حين طرد غيرهم بالمعنى و دعاهم بالأمر فحرمهم الوصول بحرمانه إياهم استعمال الأسباب التي جعلها طريقا إلى الوصول من حضرة القرب و لذلك بشرهم فقال صل فقد نويت وصالك فسبقت لهم العناية فسلكوا
[3-لباس النعلين في الصلاة]
و هم الذين أمرهم اللّٰه بلباس النعلين في الصلاة إذ كان القاعد لا يلبس النعلين و إنما وضعت للماشي فيها فدل إن المصلي يمشي في صلاته و مناجاة ربه في الآيات التي يناجيه فيها منزلا منزلا كل آية منزل و حال فقال لهم ﴿يٰا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف:31] قال الصاحب لما نزلت هذه الآية أمرنا فيها بالصلاة في النعلين فكان ذلك تنبيها من اللّٰه تعالى للمصلي أنه يمشي على منازل ما يتلوه في صلاته من سور القرآن إذ كانت السور هي المنازل لغة قال النابغة
أ لم تر أن اللّٰه أعطاك سورة *** ترى كل ملك دونها يتذبذب
أراد منزلة و قيل لموسى ع
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية