﴿وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56] كذلك ما خلق السماوات و الأرض إلا بالحق : أي للحق فاللام التي نابت الباء هنا منابها عين اللام التي في قوله ﴿لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56] فخلق السموات و الأرض للحق و الحق أن يعبدوه و لهذا قال ﴿فَتَعٰالَى اللّٰهُ عَمّٰا يُشْرِكُونَ﴾ [الأعراف:190] و الشرك هو الظلم العظيم : و ما ظهر من موجود إلا من هذا النوع الإنساني و ما ذكر الجن معه في الخلق للعبادة إلا لكونه أغواه بالشرك لا أنه أشرك و الإنس هو الذي أشرك هذا إذا لم تكن الجن عبارة عن باطن الإنسان فكأنه يقول و ما خلقت الجن و هو ما استتر من الإنسان و ما بطن منه و الإنس و هو ما يبصر منه لظهوره إلا ليعبدون ظاهرا و باطنا ثم قال ﴿أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسٰانُ أَنّٰا خَلَقْنٰاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذٰا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾ [يس:77] أي بين الخصومة ظاهر بها و قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية