فمن الناس من يبدل له بالتوبة و العمل الصالح و من الناس من يبدل له بعد أخذ العقوبة حقها منه و سبب إنفاذ الوعيد في حق طائفة حكم المشيئة الإلهية فإذا انتهت المدة طلبت المشيئة في أولئك تبديل العذاب الذي كانوا فيه بالنعيم المماثل له فإن حكم المشيئة أقوى من حكم الأمر و قد وقع التبديل بالأمر فهو بالإرادة أحق بالوقوع و ستر اللّٰه هذا العلم عن بعض عباده و اطلع عليه من شاء من عباده و هو من علم الحكمة التي من أوتيها ﴿فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾ [البقرة:269] و لذلك قال الحق تعالى ﴿وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [النساء:96] غفورا أي يستر رحيما بذلك الستر بعد قوله ﴿فَأُوْلٰئِكَ يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ﴾ [الفرقان:70] و قال في المسرفين ﴿لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر:53]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية