﴿إِنَّهُ مِنَ الصّٰالِحِينَ﴾ [الأنبياء:75] كما قال عني فعينه في النكرة ثم قال إن عيسى هذا لما كان كلامه في المهد دلالة على براءة خالتي مما نسب إليها لم يترجم عن اللّٰه إلا هو بنفسه فقال ﴿وَ السَّلاٰمُ عَلَيَّ﴾ [مريم:33] يعني من اللّٰه قلت له صدقت قلت و لكن سلم بالتعريف و سلام الحق عليك بالتنكير و التنكير أعم فقيل لي ما هو تعريف عين بل هو تعريف جنس فلا فرق بينه بالألف و اللام و بين عدمهما فإنا و إياه في السلام على السواء و في الصلاح كذلك و جاء الصلاح لنا بالبشرى في و في عيسى بالملائكة فقلت له أفدتني أفادك اللّٰه فقلت له فلم كنت حصورا فقال ذلك من أثر همة والدي في استفراغه في مريم البتول و البتول المنقطعة عن الرجال لما دخل عليها المحراب و رأى حالها فأعجبه فدعا اللّٰه أن يرزقه ولدا مثلها فخرجت حصورا منقطعا عن النساء فما هي صفة كمال و إنما كانت أثر همة فإن في الإنتاج عين الكمال قلت له فنكاح الجنة ما فيه نتاج فقال لا تقل بل هو نتاج و لا بد و ولادته نفس تخرج من الزوجة عند الفراغ من الجماع فإن الإنزال ريح كما هو في الدنيا ماء فيخرج ذلك الريح بصورة ما وقع عليه الاجتماع بين الزوجين فمنا من يشهد ذلك و منا من لا يشهده كما هو الأمر عليه في الدنيا عالم غيب لمن غاب عنه و عالم شهادة في حق من شهده قلت له أفدتني أفادك اللّٰه من نعمه العلم به ثم قلت له هذه سماؤك قال لي لا أنا متردد بين عيسى و هارون أكون عند هذا و عند هذا و كذلك عند يوسف و إدريس عليه السّلام فقلت له فلما ذا خصصت هارون دون غيره من الأنبياء فقال لي لحرمة النسب ما جئت لعيسى إلا لكونه ابن خالتي فأزوره في سمائه و آتي إلى هارون لكون خالتي أختا له دينا و نسبا قلت فما هو أخوها لأن بينهما زمانا طويلا و عالما فقال لي قوله ﴿وَ إِلىٰ ثَمُودَ أَخٰاهُمْ صٰالِحاً﴾ [الأعراف:73]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية