فلا تضرب لرب الكون *** من أكوانه مثلا
فلا أحد يماثله *** فجل بذاته و علا
فلم أضرب له مثلا *** و كل الناس قد فعلا
فلا تضرب له مثلا *** و كن في حزب من عقلا
فلما أراد اللّٰه أن يسرى بي ليريني من آياته في أسمائه من أسمائي و هو حظ ميراثنا من الإسراء أزالني عن مكاني و عرج بي على براق إمكاني فزج بي في أركاني فلم أر أرضى تصحبني فقيل لي أخذه الوالد الأصلي الذي خلقه اللّٰه من تراب فلما فارقت ركن الماء فقدت بعضي فقيل لي إنك مخلوق ﴿مِنْ مٰاءٍ مَهِينٍ﴾ [ السجدة:8] فأهانته ذلته فلصق بالتراب فلهذا فارقته فنقص مني جزآن فلما جئت ركن الهواء تغيرت على الأهواء و قال لي الهواء ما كان فيك مني فلا يزول عني فإنه لا ينبغي له أن يعدو قدره و لا يمد رجله في غير بساطه فإن لي عليك مطالبة بما غيره مني تعفينك فإنه لولاه ما كنت مسنونا فإني طيب بالذات خبيث بصحبة من جاورني فلما خبثتني صحبته و مجاورته قيل فيه حمأ مسنون : فعاد خبثه عليه فإنه هو المنعوت و هو الذي غيرني في مشام أهل الشم من أهل الروائح فقلت له و لما ذا أتركه عندك قال حتى يزول عنه هذا الخبث الذي اكتسبه من عفونتك و مجاورة طينك و مائك فتركته عنده فلما وصلت إلى ركن النار قيل قد جاء الفخار فقيل و قد بعث إليه قال نعم قيل و من معه قال جبريل الجبر فهو مضطر في رحلته و مفارقة بنيته فقال لي عنده في نشأته جزء مني لا أتركه معه إذ قد وصل إلى الحضرة التي يظهر فيها ملكي و اقتداري و نفوذ تصرفي فنفذت إلى السماء الأولى و ما بقي معي من نشأتي البدنية شيء أعول عليه و لا أنظر إليه فسلمت على والدي و سألني عن تربتي فقلت له إن الأرض أخذت مني جزأها و حينئذ خرجت عنها و عن الماء بطينتي فقال لي يا ولدي هكذا جرى لها مع أبيك فمن طلب حقه فما تعدى و لا سيما و أنت لها مفارق و لا تعرف هل ترجع إليها أم لا فإنه تعالى يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية