و بما ذا ينبغي الأخذ من ذلك في الحكم الشرعي هل بأقل ما ينطلق عليه اسم الشهر أو بأكثر و فيه علم إيثار صحبة أهل اللّٰه على الغافلين عن اللّٰه و إن شملهم الايمان و فيه علم ما ينبغي لجلال اللّٰه أن يعامل به سواء أرضى العالم أم أسخطه و فيه علم المياه و هو علم غريب و ما حد الري منها في المرتوي من الماء الذي يروي فإن من الماء ما يروي و منه ما لا يروي و ما هو الماء الذي جعل اللّٰه منه كل شيء حي هل هو كل ماء أو له خصوص وصف من بين المياه و وصف الماء الذي خلق اللّٰه منه بنى آدم بالمهانة فقال خلقنا الإنسان ﴿مِنْ مٰاءٍ مَهِينٍ﴾ [ السجدة:8] و فيه علم علامة من أسعده اللّٰه ممن أشقاه في الحياة الدنيا و فيه علم ما هي الدنيا في نفسها و ما حياتها و ما زينتها و فيه علم ما يبقى و ما يفنى و ما يقبل الفناء من العالم و ما يقبل البقاء و فيه علم صورة الإحاطة بما لا يتناهى و ما لا يتناهى لا يوصف بأنه محاط به لأنه يستحيل دخوله في الوجود و فيه علم أحوال الجان و تكليف الحق إياهم بالشرائع المنزلة من عنده هل هو تكليف ألزمهم الحق به ابتداء أو ألزموه أنفسهم فألزمهم الحق به كالنذر و فيه علم الفرق بين الفعل و المفعول و فيه علم من يقبل الإعانة في الفعل و فيه علم النحل و الملل و فيه علم الاستحقاق و فيه علم ما لا ينفع العلم به و فيه علم العلم الغريب بما ذا تقبله النفوس و تقبل عليه أكثر من غيره و فيه علم يصح الإعراض عن العلم مع بقائه علما في المعرض عنه أو يقدح عنده شبهة فيه فلا يعرض عنه حتى يزول عنه أنه علم و هذا عند المحققين العارفين من أخفى العلوم و فيه علم الحجب التي تحول بين عين البصيرة و ما ينبغي لها أن تدركه لو لا هذه الحجب و فيه علم الحلم و الفرق بينه و بين العفو و علم الغفور الرحيم هل هو برزخ بين الحليم و العفو و لهما حكم في هذا أم لا و فيه علم لا تتعدى الأمور مقاديرها عند اللّٰه و فيه علم ما الذي أغفل الأكابر عن الاستثناء الإلهي في أفعالهم كقصة سليمان و موسى و غيرهما عليه السّلام و فيه علم رد ما ينبغي لمن ينبغي و هو أفضل العلوم لأنه يورث الراحة و يسلم من الاعتراض عليه في ذلك و اللّٰه أعلم و فيه علم ما يحمده من نفسه و ينكره من غيره و يذمه و فيه علم الوقوف بين العالمين ما حال الواقف فيه و فيه علم كون الحق ما أوجد شيئا إلا عن سبب فمن رفع الأسباب فقد جهل فمن يزعم أنه رفعها فما رفعها إلا بها إذ لا يصح رفع ما أقره اللّٰه و ما يعطيه حال الوجود و ما الفرق بين الأسباب المعتادة التي يجوز رفعها و بين الأسباب المعقولة التي لا يمكن رفعها و فيه علم من احتاط على عباد اللّٰه ما له عند اللّٰه و فيه علم اتخاذ الشبه أدلة ما الذي أعماهم عن كونها شبها و فيه علم من يهمل من عباد اللّٰه يوم القيامة ممن لا يهمل و فيه علم الخواص ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية