و قوله تعالى ﴿نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النّٰارِ وَ مَنْ حَوْلَهٰا﴾ [النمل:8] فإن نقلا علما و أفصحا عنه و وجداه في أنفسهما فذلك ليس بكلام إلهي و قد يكون الرسول و الصورة معا و ذلك في نفس الكتابة فالكتاب رسول و هو عين الحجاب على المتكلم فيفهمك ما جاء به و لكن لا يكون ذلك إذا كتب ما علم و إنما يكون ذلك إذا كتب عن حديث يخاطبه به تلك الحروف التي يسطرها و متى لم يكن كذلك فما هو كلام هذا هو الضابط فاللقاء للرسل و الإلقاء للخبر الإلهي بارتفاع الوسائط من كونه كلمه لا غير و الكتابة رقوم مسطرة حيث كانت لم تسطر إلا عن حديث ممن سطرها لا عن علم فهذا كله من الخطاب الإلهي لصاحب هذا المقام
[علم الترجمة عن اللّٰه]
و أما علم الترجمة عن اللّٰه فذلك لكل من كلمه اللّٰه في الإلقاء و الوحي فيكون المترجم خلاقا لصور الحروف اللفظية أو المرقومة التي يوجدها و يكون روح تلك الصور كلام اللّٰه لا غير فإن ترجم عن علم فما هو مترجم لا بد من ذلك يقول الولي حدثني قلبي عن ربي و قد يترجم المترجم عن ألسنة الأحوال و ليس من هذا الباب بل ذلك من باب آخر يرجع إلى عين الفهم بالأحوال و هو معلوم عند علماء الرسوم و على ذلك يخرجون قوله تعالى ﴿وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية