فإن حظ العقل من علمه *** به الذي ينفي وجود العدد
و إنه في شأنه واحد *** و إنه اللّٰه الذي
﴿لَمْ يَلِدْ﴾ [الإخلاص:3] كذاك ﴿لَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص:3]
و لمن رامه *** بعقله عن فكره لا تزد
و برهان ذلك يا ولي اختلاف المقالات فيه من العقلاء النظار و اتفاق المقالات فيه من كل من جاء من عنده من رسول و نبي و ولي و كل مخبر عن اللّٰه و لو وقف العاقل من المؤمنين على معنى قوله في كتابه ﴿وَ لَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص:3] و علم إن ما أنتجه العقل من فكره بتركيب مقدمتيه أن تلك النتيجة للعقل عليها ولادة و إنها مولودة عنه و هو قد نفى أن يولد فأين الايمان و ليس المولود إلا عينه بخلاف ما إذا أنتج العقل نسبة الأحدية له فما معقولية الأحدية للواحد عين من نسبت إليه الأحدية فللعقل على الأحدية ولادة و على الاستناد إليه ولادة و على كل لا يكون له على عينه ولادة فأما هويته و حقيقته فما لعقل عليها ولادة و قد نفى ذلك بقوله ﴿وَ لَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص:3] و من هنا تعرف أن كل عاقل له في ذات اللّٰه مقالة إنما عبد ما ولده عقله فإن كان مؤمنا كان طعنا في إيمانه و إن لم يكن مؤمنا فيكفيه إنه ليس بمؤمن و لا سيما بعد بعثة محمد ﷺ العامة و بلوغها إلى جميع الآفاق و إن لله عبادا عملوا على إيمانهم و صدقوا اللّٰه في أحوالهم ففتح اللّٰه أعين بصائرهم و تجلى لهم في سرائرهم فعرفوه على الشهود و كانوا في معرفتهم تلك على بصيرة و بينة بشاهد منهم و هو الرسول المبعوث إليهم فإن اللّٰه جعل الرسل شهداء على أممهم و لأممهم فمع كون هذا المؤمن على بينة من ربه حين تجلى له تلاه في تلك الحال شاهد منه و هو الرسول فأقامه له في الشهود مرآة فقال له هذا الذي جئتك من عنده فلما أبصره ما أنكره بعد ذلك مع اختلاف صور التجلي فربما كني عنه من هذه حالته من المؤمنين بما وصف نفسه في كتبه أو على ألسنة رسله أو وصفته به رسله فآمن العاقل المؤمن يذلك من كتاب اللّٰه و قول الرسول و كفر بذلك من قول صاحب هذه الحالة من المؤمنين المتبعين و أما غير المؤمنين فهم الذين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية