«قال ﷺ أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم غيبك» فذكر أنه تعالى استأثر بشيء في علم غيبه مما لا يعلمه إلا هو و ليس إلا ما يمكن أن يكون للإنسان الكامل لكن اللّٰه تعالى استأثر به في علم غيبه ما لا يعلمه إلا هو فعلم من الإنسان مما هو عليه ما لا يعلمه الإنسان الكامل من نفسه فهو غيب الحق لأنه المثل فاجتمع قول محمد ﷺ و قول عيسى عليه السّلام في أمر واحد و هو قوله ﴿وَ لاٰ أَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة:116] و «قول محمد ﷺ أو استأثرت به في علم غيبك» فالإنسان الكامل محل الأسماء كلها التي في قوته قبولها و ما ليس في قوته قبولها فلا يتمكن له قبولها فليس ذلك من الأسماء التي يقال فيها إنه نقص عنها كالاسماء التي يختص بها الإنسان و لا يجوز أن تطلق على اللّٰه و لا يقال إن اللّٰه قد نقصه هذا الاسم أن يطلق عليه فمعنى الأسماء كلها كل اسم في حقيقة هذا المسمى أن يقبله فاعلم ذلك فمن علم نسبة الأسماء الإلهية إلى الإنسان كيف هي و نسبة الأسماء الكونية إلى اللّٰه كيف هي علم مرتبة الإنسان و تميزه عن العالم كله و شرفه بما هو عليه من الجمعية كالمتفنن صاحب الذوق في كل علم و قد يكون صاحب علم ما أكمل منه في ذلك العلم مع المشاركة فهو أفضل منه في وجه خاص و هذا أفضل منه بالجمعية كما نقول بالمفاضلة في النقص فنقول في البليد إنه حمار و معلوم قطعا إن الحمار أفضل من الإنسان في البلادة فإنه أبلد منه و كذلك الملك مع الإنسان الملك أفضل منه في الطاعة و قد شهد اللّٰه له بذلك و ذلك لتعريه عن لباس البشرية فلا يعصي اللّٰه ما أمره لأنه ما هو على حقائق متضادة تجذبه في أوقات و تغفله و تنسيه عما دعي إليه كما يوجد ذلك في النشأة العنصرية و الإنسان نشأة عنصرية تطلبه حقائق متجاذبة بالفعل صاحب غفلة و نسيان يؤمر و ينهى فيتصور منه المخالفة و الموافقة فالملك أشد موافقة لله من الإنسان لما تعطيه نشأته و نشأة الإنسان قال تعالى في الملك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية