اعلم أيدك اللّٰه أن هذا الباب يتضمن ذكر عباد اللّٰه المسمين بالملامية و هم الرجال الذين حلوا من الولاية في أقصى درجاتها و ما فوقهم إلا درجة النبوة و هذا يسمى مقام القربة في الولاية و آيتهم من القرآن ﴿حُورٌ مَقْصُورٰاتٌ فِي الْخِيٰامِ﴾ [الرحمن:72] ينبه بنعوت نساء الجنة و حورها على نفوس رجال اللّٰه الذين اقتطعهم إليه و صانهم و حبسهم في خيام صون الغيرة الإلهية في زوايا الكون أن تمتد إليهم عين فتشغلهم لا و اللّٰه ما يشغلهم نظر الخلق إليهم لكنه ليس في وسع الخلق أن يقوموا بما لهذه الطائفة من الحق عليهم لعلو منصبها فتقف العباد في أمر لا يصلون إليه أبدا فحبس ظواهرهم في خيمات العادات و العبادات من الأعمال الظاهرة و المثابرة على الفرائض منها و النوافل فلا يعرفون بخرق عادة فلا يعظمون و لا يشار إليهم بالصلاح الذي في عرف العامة مع كونهم لا يكون منهم فساد فهم الأخفياء الأبرياء الأمناء في العالم الغامضون في الناس فيهم
[أغبط الأولياء عند اللّٰه]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية