و في هذا المنزل من العلوم علم مرتبة الحسبان و الظنون و علم التقرير الإلهي و فيه علم الأسرار الخفية عن أكثر الناس و فيه علم الأفراد و فيه علم الملاحم و فيه علم المسابقة و أين حلبة المسابقة التي بين اللّٰه و بين عباده و هو علم شريف فيه من الرحمة الإلهية ما لا يصفه واصف و فيه علم الرد على من يقول بإنفاذ الوعيد و شمول الرحمة للجميع و ذلك أن الإنسان إذا عصى فقد تعرض للانتقام و البلاء و أنه جار في شأو الانتقام بما وقع منه و إن اللّٰه يسابقه في هذه الحلبة من حيث ما هو غفار و عفو و متجاوز و رحيم و رءوف فالعبد يسابق بالمعاصي و السيئات الحق تعالى إلى الانتقام و الحق أسبق فيسبق إلى الانتقام قبل وصول العبد بالسيئات إليه فيجوزه بالغفار و أخواته من الأسماء فإذا وصل العبد إلى آخر الشأو في هذه الحلبة وجد الانتقام قد جازه الغفار و حال بينه و بين العصاة و هم كانوا يحكمون على أنهم يصلون إليه قبل هذا و هو قوله تعالى في العنكبوت ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئٰاتِ أَنْ يَسْبِقُونٰا﴾ [ العنكبوت:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية