ليعلمه و يعمل به فهو إلهام إعلام لا كما يظنه من لا علم له و لذلك قال ﴿وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا﴾ [الشمس:10] و الدس إلحاق خفي بازدحام فالحق العمل بالفجور بالعمل بالتقوى و ما فرق في موضع التفريق فجمع بينهما في العلم و العمل و الأمر ليس كذلك و سبب جهله بذلك أنه رمى ميزان الشرع من يده فلو لم يضع الميزان من يده لرأى أنه مأمور بالتقوى منهي عن الفجور مبين له الأمران معا و لما أضاف اللّٰه الفجور لها و التقوى علمنا أنه لا بد من وقوعهما في الوجود من هذه النفس الملهمة و كان الفجور لها ما انفجر لها عن تأويل تأولته فما أقدمت على المخالفة انتهاكا للحرمة الإلهية و لا يتمكن لها ذلك و كان هذا من رحمة اللّٰه بالأنفس و لما كان الفجر فجرين فجر كاذب و فجر صادق و هو الفجر المستطيل الكاذب ألهمها تقواها أي تتقي في فجورها الفجر المستطيل لأنه يستطيل عليها بالأولية لتاخر المستطير الذي يطير حكمه عنها فألهمها في فجورها الفجر المستطيل فتبين لها بهذا الانفجار ما هو المشكوك فيه من غير المشكوك و تقواها و ما تتقي به ما يضرها حكمه فيها فلو لا ما مكنها مما تتقي به و هو المعنى الذي ألهمها لتتنبه النفس على استعماله فتفرق ما بين الشبهة و الدليل ما تمكنت من الفرق بينهما فإن اللّٰه سبحانه كما لم يأمر بالفحشاء لم يلهم العبد العمل بالفحشاء كما يراه بعضهم و لو ألهمه العمل بالفحشاء لما قامت الحجة لله على العبد بل هذه الآية مثل قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية