و ﴿اَلذّٰاكِرِينَ اللّٰهَ كَثِيراً وَ الذّٰاكِرٰاتِ﴾ [الأحزاب:35] فختم بجلسائه و ما بعد جلسائه من يقبل صفة إلا صفة بعد عن هذه المجالسة أ لا ترى أبا يزيد رحمه اللّٰه حين جهل الأسماء الإلهية و ما تستحقه من الحقائق كيف صنع لما سمع القارئ يقرأ يوم الجمعة ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً﴾ [مريم:85] طار الدم من عينيه حتى ضرب المنبر و تأوه و قال هذا عجب كيف يحشر إليه من هو جليسه فإنه في تلك الحالة كان جليسا مع الأسماء من حيث ما هي دالة على الذات كل واحد منها لم يكن مع الاسم من حيث ما تطلبه حقيقته من عين دلالته على الذات فأنكر ما لم يعطه مشهده مع كونه كلام الحق و قد وقع منه الإنكار بل ما وقع منه إلا التعجب خاصة فهو يشبه الإنكار و ليس بإنكار حتى أنه لو كان هذا القول من غير اللّٰه لأمر القائل بالسكوت و زجره عن ذلك و إنما الرجل أظهر التعجب من قول اللّٰه في حق المتقين الذين هم جلساء اللّٰه كيف يحشرون إليه فكأنه إبراهيمي المشهد في طلب الكيفية في إحياء الموتى فأراد أبو يزيد ما أراده إبراهيم في كيفية إحياء الموتى لاختلاف الوجوه في ذلك لا إنكار إحياء الموتى فدل هذا الكلام من أبي يزيد على حاله في ذلك الوقت فهذا مثل قول إبراهيم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية