و اعلم أن كل روح مما هو تحت العقل الأول صاحب الكلمة فهو ملك و ما فوقه فهو روح لا ملك فأما الملائكة فهم ما بين مسخر و مدبر و كلهم رسل اللّٰه عن أمر اللّٰه حفظة و هم على مراتب و لهم معارج و نزول و صعود دنيا و آخرة فمنهم المسخرون في الدعاء و الاستغفار للمؤمنين و آخرون في الاستغفار ﴿لِمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ [الشورى:5] و منهم المسخرون في مصالح العالم المتعلقة بالدنيا و منهم المسخرون في مصالح العالم المتعلقة بالآخرة و هذا القدر من العمل الذي هم عليه هو عبادتهم و صلاتهم و أما تسبيحهم فذكر اللّٰه في هذه الصلوات التي لهم كالقراءة و الذكر لنا في صلاتنا و لا يزال الأمر كذلك إلى الوقت الذي يشاء اللّٰه أن تعم الرحمة جميع خلقه التي ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية