﴿وَ اللّٰهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [التغابن:6] و قال تعالى ﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ وَ اللّٰهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [فاطر:15] و قال لأبي يزيد البسطامي يا أبا يزيد تقرب إلي بما ليس لي الذلة و الافتقار
[أن لله أبوابا فتحها للخير و أبوابا أعدها لم يصل أوان وقت فتحها للخير]
و اعلم أن لله أبوابا فتحها للخير و أبوابا أعدها لم يصل أوان وقت فتحها للخير أيضا و أبوابا فتحها للآلام المعبر عنها بالعذاب لما يؤول إليه أمر أصحابه فيستعذبه في آخر الحال و لذلك سماه عذابا و إنما يستعذبه في آخر الأمر لكونه ذكره بربه فإن الإنسان إذا أصابه الضر و انقطعت به الأسباب و هو أشد العذاب ذكر ربه فرجع إليه مضطرا لا مختارا فيستعذب عند ذلك الأمر الذي رده إلى اللّٰه و ذكره به و أخرجه عن حكم غفلته و نسيانه فسماه عذابا فهو اسم مبشر لمن حل به بالرحمة إنها تدركه فما ألطف توصيل الحق بشارته لعباده في حال الشدة و الرخاء و لو لا ذلك ما حقت الكلمة في قوله ﴿أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذٰابِ﴾ [الزمر:19] فأتى بلفظة العذاب أ لا ترى إبراهيم الخليل عليه السّلام يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية