﴿عَلَّمَهُ الْبَيٰانَ﴾ [الرحمن:4] و هو عين الهدى و فيه علم الدهر من الزمان و فيه علم الجمع الأوسط لأن الجمع ظهر في ثلاثة مواطن في أخذ الميثاق و في البرزخ بين الدنيا و الآخرة و الجمع في البعث بعد الموت و ما ثم بعد هذا الجمع جمع يعم فإنه بعد القيامة كل دار تستقل بأهلها فلا يجتمع عالم الإنس و الجن بعد هذا الجمع أبدا و فيه علم النحل و الملل و علم عموم النطق الساري في العالم كله و أنه لا يختص به الإنسان كما جعلوه فصله المقوم له بأنه حيوان ناطق فالكشف لا يقول بخصوص هذا الحد في الإنسان و إنما حد الإنسان بالصورة الإلهية خاصة و من ليس له هذا الحد فليس بإنسان و إنما هو حيوان يشبه في الصورة ظاهر الإنسان فاطلب لصاحب هذا الوصف حدا يخصه كما طلبت لسائر الحيوان و فيه علم ماهية النسخ هل يقع في الأعيان فيعبر عنه بالمسخ كما يقع في الأحكام أم لا و فيه علم مراتب الفوز فإنه ثم فوز مطلق و فوز مقيد بالإنابة و مقيد بالعظمة و ما حد كل واحد منهم و فيه علم الاستحقاق و فيه علم اليقين و العلم و الظن و الجهل و الشك و النظر و فيه علم حكم الشهود من حكم العلم و فيه علم من لا يرضى اللّٰه عنه و إن رحمه فما رحمه عن رضي و الفرق بين المرحوم عن رضي و بين المرحوم لا عن رضي و أين منزل كل واحد منهم من الدارين و فيه علم الكبرياء و الجبروت متى يظهر عمومه في العالم بحيث يعرف على التعيين فإنه الآن ظاهر لا يعلمه إلا قليل من الناس ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية