و كذا ينبغي أن يكون الأمر في نفسه فلا بد من استصحاب سجودهم للإمام دنيا و آخرة فحاز الإنسان الكامل صورة العالم و صورة الحق ففضل بالمجموع فالساجد و المسجود له فيه و منه و لو لم يكن الأمر هكذا لم يكن جامعا فعند الملإ الأعلى ازدحام لرؤية الإنسان الكامل كما يزدحم الناس عند رؤية الملك إذا طلع عليهم فأطت السماء لازدحامهم فمن عرف اللّٰه بهذه المعرفة عرف نعم اللّٰه التي أسبغها عليه الظاهرة و الباطنة فتبرأ من المجادلة في اللّٰه بغير علم و هو ما أعطاه الدليل النظري و لا كتاب منير و هو ما وقع به التعريف مما هو الحق عليه من النعوت فقال ﴿وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يُجٰادِلُ فِي اللّٰهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الحج:3] أعطاه دليل فكره ﴿وَ لاٰ هُدىً﴾ [الحج:8]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية