و جرى ما جرى في قصة آدم معهم فلهذا وقع الستر عنهم لأنهم لو عصوه بالقضاء و القدر على التجلي و المشاهدة لكان عدم احترام عظيم و عدم حياء و كانت المؤاخذة عظيمة فكانت الرحمة لا تنالهم أبدا فلما عصوه على الستر قامت لهم الحجة في المعذرة و لهذا كانت الغفلة من الرحمة التي جعلها اللّٰه لعباده و النسيان ليجدوا بذلك حجة لو اعترض عليهم و يجدون بها عذرا و لهذا ما كلف اللّٰه أحدا من خلقه إلا الملائكة و الإنس و الجن و ما عداهم فإن دوام التجلي لهم أعطاهم الحياة الذاتية الدائمة و هم في تسبيحهم مثلنا في أنفاسنا دوام متوال من غير مشقة نجده في تنفسنا بل الأنفاس عين الراحة لنا بل لولاها لمتنا أ لا ترى المخنوق إذا حيل بينه و بين خروج نفسه مات و وجد الألم فعلى هذا الحد هو تسبيح كل شيء إن فهمت فالحق على الحقيقة هو مدبر العالم كما قال تعالى ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيٰاتِ﴾ [الرعد:2] يعني الدلالات على توحيده فيعطي كل خلق دلالة تخصه على توحيد موجدة كما قال القائل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية