﴿ثُمَّ أَنْشَأْنٰاهُ خَلْقاً آخَرَ﴾ [المؤمنون:14] بعد الفراغ من تسوية صورة الإنسان الظاهر فعين له صورة من الصور التي في قوته و تركيبه أن يقبلها فإذا علم الإنسان بالكشف الإلهي أنه على أصل و حقيقة تقبل الصور فيتعمل في تحصيل أمر يتوصل به إلى معرفة الأمر فإذا فتح له فيه ظهر في عالم الشهادة في أي صورة من صور عالم الشهادة شاء و ظهر في عالم الغيب و الملكوت في أي صورة من صوره شاء غير أن الفرق بيننا و بين عالم الغيب إن الإنسان إذا تروحن و ظهر للروحانيين في عالم الغيب يعرفون أنه جسم تروحن و الناس في عالم الشهادة إذا أبصروا روحا تجسد لا يعلمون أنه روح تجسد ابتداء حتى يعرفوا بذلك كما «قال عليه السّلام حين دخل عليه الروح الأمين في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر قال الراوي لا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى رسول اللّٰه ﷺ فأسند ركبتيه إلى ركبتيه و وضع كفيه على فخذيه و ذكر حديث سؤاله إياه عن الإسلام و الايمان و الإحسان و الساعة و ما لها من الشروط فلما فرغ من سؤاله قام ينصرف فلما غاب قال النبي ﷺ لأصحابه أ تدرون من الرجل و في رواية ردوا على الرجل فالتمس فلم يجدوه فقال ﷺ هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية