فكان له التعريف في تلك الحالة و ذلك أن هذه النشأة الإنسانية كانت مبثوثة في العناصر و مراتبها إلى حين موتها التي يكون عليها في وجود أعيان أجسامها معلومة معينة في الأمر المودع في السموات لكل حالة من أحواله التي تتقلب فيها في الدنيا صورة في الفلك على تلك الحالة قد أخذ اللّٰه بأبصار الملائكة عن شهودها مكتنفة عند اللّٰه في غيبة معينة له سبحانه لا تعلم السموات بها مع كونها فيها و قد جعل اللّٰه وجود عينها في عالم الدنيا في حركات تلك الأفلاك فمن الناس من أعطى في ذلك الموطن شهود نفسه و مرتبته إما على غاياتها بكمالها و إما يشهد صورة ما من صورة و هو عين تلك المرتبة له في الحياة الدنيا فيعلمها فيحكم على نفسه بها و هنا شاهد رسول اللّٰه ﷺ نبوته و لا ندري هل شهد صورة جميع أحواله أم لا فالله أعلم قال تعالى ﴿وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا﴾ [فصلت:12] و هذا من أمرها و شأنها حفظ هذه الصورة إلى وصول وقتها فتعطيها مراتبها في الحياة الدنيا تلك الصورة الفلكية من غير أن تفقد منها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية