فلو أراد زوال السكر صحوهم *** تتلى عليهم من القرآن آيات
[أن من الأرواح العلوية السماوية المعبر عنها بالملائكة هم أصحاب أمر]
اعلم أيدك اللّٰه أن من الأرواح العلوية السماوية المعبر عنها بالملائكة مقدمين لهم أمر مطاع فيمن قدموا عليه من الملإ الأعلى و هم أصحاب أمر لا أصحاب نهي ف ﴿لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم:6] و قد نبه اللّٰه تعالى على إن جبريل عليه السّلام منهم بقوله ﴿مُطٰاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ [التكوير:21] و لا يكون مطاعا إلا من له الأمر فيمن يطيعه
[إن للعارف أثر في العالم العلوي و السفلي بقدر مرتبة ذلك الروح]
فاعلم إن العارف إذا كان يمده من الملإ الأعلى روح من هذه الأرواح الآمرة التي لها التقدم على غيرها كإسرافيل و إسماعيل و عزرائيل و جبريل و ميكائيل و النور و الروح و أمثالهم فإن العارف يكون له أثر في العالم العلوي و السفلي بقدر مرتبة ذلك الروح الذي يتولاه من هناك فمن تولاه إسرافيل يكون له من الأثر بحسب مرتبة إسرافيل و ما يكون تحت نظره و أمره و كذلك كل روح بهذه المثابة له رجل أو امرأة على مقامه و هو الذي تسمعونه من الطائفة من أن فلانا على قلب آدم أو جماعة على قلب آدم و جماعة على قلب إبراهيم أي لهم من المنازل ما لإبراهيم و آدم من مقام الولاية التي لهم لا من مقام النبوة و إن كان لهم منها شرب فمن بعض مقاماتها لا كلها كالرؤيا جزء من أجزاء النبوة و غيرها و أما النبوة بالجملة فلا تحصل إلا لنبي و أما الولي فلا إلا أن يكون له من ظهره تمده و تقويه و تؤيده هكذا أخذتها مشاهدة من نفسي و أخبرت أن كل ولي كذا يأخذها من المكملين في الولاية و يترجم عنها و لكن من حجاب الظهر و يكون للنبي من الفوق أو من الأمام تنزل على قلبه أو يخاطب بها في سمعه فالولي يجد أثرها ذوقا و هو فيها كالأعمى الذي يحس بجانبه شخص و لا يعرف من هو ذلك الشخص و لهذا تقول الطائفة لا يعرف اللّٰه إلا اللّٰه و لا النبي إلا النبي و لا الولي إلا ولي مثله فالنبي ذو عين مفتوحة لمشاهدة النبوة و الولي ذو عين مفتوحة لمشاهدة الولاية ذو عين عمياء لمشاهدة النبوة فإنها من خلفه فهو فيها كحافظ القرآن لأنه من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه و لم يقل في صدره و لا بين عينيه و لا في قلبه فإن تلك رتبة النبي لا رتبة الولي و أين الاكتساب من التخصيص فالنبوة اختصاص من اللّٰه يختص بها ﴿مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ﴾ [البقرة:90]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية