﴿وَضَعَ الْمِيزٰانَ﴾ [الرحمن:7] و أمرك أن تقيمه من غير طغيان و لا خسران و ما له إقامة إلا على حد ما ذكرت لك فإنه اللّٰه الخالق و أنت العبد المخلوق و كيف للصنعة أن تكون تعلم صانعها و إنما تطلب الصنعة من الصانع صورة علمه بها لا صورة ذاته و أنت صنعة خالقك فصورتك مطابقة لصورة علمه بك و هكذا كل مخلوق و لو لم يكن الأمر كذلك و كان يجمعكما حد و حقيقة كما يجمع زيدا و عمرا لكنت أنت إلها أو يكون هو مألوها حتى يجمعكما حد واحد و الأمر على خلاف ذلك فاعلم بأي ميزان تزن نفسك مع ربك و لا تعجب بنفسك و اعلم أنك صنجة حديد وزن بها ياقوتة يتيمة لا أخت لها و إن اجتمعت معها في المقدار فما اجتمعت معها في القدر و لا في الذات و لا في الخاصية تعالى اللّٰه فالزم عبوديتك و اعرف قدرك
[أن اللّٰه قد جعل من مخلوقاته من هو أكبر من الإنسان]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية