اعلم أن هذا المنزل يتضمن علم مرتبة العالم عند اللّٰه بجملته و هل العدم له مرتبة عند اللّٰه يتعين تعظيمه من أجلها أم لا و هل من خلق من أهل الشقاء المغضوب عليه له مرتبة تعظيم عند اللّٰه أم لا و هل التعظيم الإلهي له أثر في المعظم بحيث أن يسعد به أم لا و ما سبب تعظيم اللّٰه العالم و هل لمن عظم العالم من الخلق صفة يعرف بها أم لا و ما الأسماء الإلهية التي تضاف إلى المخلوقين في مذهب من يقول ما أقسم اللّٰه قط إلا بنفسه لكن أضمره تارة و أظهره في موطن آخر ليعلم أنه مضمر فيما لم يذكر و جميع ما يتعلق بهذا الفن يتضمنه هذا المنزل إن ذكرناها على التفصيل طال الكلام
[هل يشارك الإنسان و الحيوان في الخلق أم لا من العالم]
و مما يتضمن هذا المنزل علم خلق الإنسان من العالم و هل الحيوان مشارك له في هذا الخلق أم هو خصيص به و لم خص بهذا الضرب من الخلق و إن كان يشاركه الحيوان فيه فلم عين الإنسان بالذكر وحده و لما ذا ذكرت لفظة الإنسان في القرآن حيثما ذكرت و نيط بذكرها إما الذم و إما الضعف و النقص و إن ذكر بمدح أعقبه الذم منوطا به فالذم كقوله ﴿إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر:2] ﴿إِنَّ الْإِنْسٰانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ [العاديات:6] و الضعف و النقص مثل قوله ﴿خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ سُلاٰلَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ [المؤمنون:12]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية