و في الموجودات إنها كلمات اللّٰه و ما له كلمة في الموجودات إلا كن و هي عين الموجود فإنه الكلمة و توجهها على العيون الثابتة فالأعين لها كالأم فظهرت الكلمات و هو وجود تلك الأعيان عن هذا النكاح الغيبي و كان الولد بينهما عينهما ليس غيرهما و هذا ألطف من الأمر الأول فإن الولد هنا عين كلمة الحضرة فكن عين المكون و هو منسوب إلى اللّٰه و الأول في الدرجة الثانية فإنه منسوب إلى الهباء و الصورة و هذا النكاح مدرج فيه فافهم فقد رميت بك على الطريق فالجسمانيات كلها أولاد عن نكاح غيبي و الأجسام كلها منها ما هو عن نكاح غيبي و منها ما هو عن نكاح غيبي مدرج في نكاح حسي كنكاح الرياح و المياه و الحيوانات و النبات و المعادن و ما يتولد في الأجسام العنصرية لا الأجسام الطبيعية فإن العالم الملكي لا يتولد عنه من جنسه شيء إلا أن يكون أبا في وقت لأم عنصرية بما يلقى إليها فما ينتج فذلك الولد بينهما قد يخلق ملكا و هو المعبر عنه بلمة الملك و هو ما يلقيه إلى النفس الإنسانية فيتولد بينهما تسبيحة أو تهليلة تخرج نفسا من المسبح و المهلل فينفتح في عين ذلك النفس و جوهره صورة ملكية يكون ذلك الملك الملقي أباها و النفس أمها فترتقي تلك الصورة إلى أبيها و تلازمه بالاستغفار لأمه التي هي النفس الإنسانية إلى يوم القيامة و من هنا يحكم في الشريعة للوالد بأخذ ولده عن أمه إذا ميز و عقل بلا خلاف فإن هذا الملك يخلق عاقلا و من أعجب الأنكحة الإعدام و لهذا اختلف فيه أهل الكشف فالله سبحانه علقه بالمشيئة فقال ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾ [النساء:133] و علق الاقتدار بإيجاد قوم آخرين فقال ﴿وَ يَأْتِ بِآخَرِينَ﴾ [النساء:133] و كان اللّٰه على ذلك و لم يقل ذينك على التثنية فكانت الإشارة من حيث أحديتها للأقرب و هو الذي أتى به و من هذا الباب إرسال الريح العقيم فإنها لإزالة أعيان الصور الظاهرة عن التأليف لا أعيان الجواهر فما أنتجت وجودا فنسب إليها العقم و نفي عنها أن تكون لاقحة فهذا نكاح لمجرد الشهوة لا لوجود الولد كنكاح أهل الجنة فما يكون عن كل شهوة كيان و لا بد وجود عيني لنفسه و من هنا وقع الخلاف بين أهل الكشف فمن كشف رجوع أعيان الصور التي كانت موجودة إلى كونها ثابتة غير موجودة قال بأن الريح العقيم قد أنتجت في حضرة الثبوت ما كان قد خرج عنها و هو مشهود للحق و به تعلقت المشيئة بقوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية