و أما القطب الواحد فهو روح محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و هو الممد لجميع الأنبياء و الرسل سلام اللّٰه عليهم أجمعين و الأقطاب من حين النشء الإنساني إلى يوم القيامة «قيل له صلى اللّٰه عليه و سلم متى كنت نبيا فقال صلى اللّٰه عليه و سلم و آدم بين الماء و الطين» و كان اسمه مداوي الكلوم فإنه بجراحات الهوى خبير و الرأي و الدنيا و الشيطان و النفس بكل لسان نبوي أو رسالي أو لسان الولاية و كان له نظر إلى موضع ولادة جسمه بمكة و إلى الشام ثم صرف الآن نظره إلى أرض كثيرة الحر و اليبس لا يصل إليها أحد من بنى آدم بجسده إلا أنه قد رآها بعض الناس من مكة في مكانه من غير نقلة زويت له الأرض فرآها و قد أخذنا نحن عنه علوما جمة بما خد مختلفة و لهذا الروح المحمدي مظاهر في العالم أكمل مظهره في قطب الزمان و في الأفراد و في ختم الولاية المحمدي و ختم الولاية العامة الذي هو عيسى عليه السّلام و هو المعبر عنه بمسكنه و سأذكر فيما بعد هذا الباب إن شاء اللّٰه ما له من كونه مداوي الكلوم من الأسرار و ما انتشر عنه من العلوم ثم ظهر هذا السر بعد ظهور حال مداوي الكلوم في شخص آخر اسمه المستسلم للقضاء و القدر ثم انتقل الحكم منه إلى مظهر الحق ثم انتقل من مظهر الحق إلى الهائج ثم انتقل من الهائج إلى شخص يسمى واضع الحكم و أظنه لقمان و اللّٰه أعلم فإنه كان في زمان داود و ما أنا منه على يقين أنه لقمان ثم انتقل من واضع الحكم إلى الكاسب ثم انتقل من الكاسب إلى جامع الحكم و ما عرفت لمن انتقل الأمر من بعده و سأذكر في هذا الكتاب إذا جاءت أسماء هؤلاء ما اختصوا به من العلوم و نذكر لكل واحد منهم مسألة إن شاء اللّٰه و يجري ذلك على لساني فما أدري ما يفعل اللّٰه بي و يكفي هذا القدر من هذا الباب ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية