إن تنزهه بوجودك و بالنظر في ذاتك فتطلع على ما أخفاه فيك من قرة أعين فأنت اسمه العظيم و من كونك على صورته ثبتت العلاقة بينك و بينه فقال ﴿يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة:54] و المحبة علاقة بين المحب و المحبوب و لم يجعلها إلا في المؤمنين من عباده و لا خفاء إن الشكل يألف شكله و هو الإنسان الكامل الذي لا يماثل في ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و لك حرف لام ألف من الصورة فإنه يلتبس على الناظر أي الفخذين هو اللام و أيهما هو الألف للمشابهة في لآ تداخل كل واحد منهما على صاحبه و لهذا كان لام الألف من جملة الحروف و إن كان مركبا من ذاتين موجودتين في العلم غير مفترقتين في الشكل و لهذا وقع الإشكال في أفعالنا لنا أو لله فلا يتخلص في ذلك دليل يعول عليه فالألف لها الأحدية في المرتبة و الأول من العدد و اللام لها المرتبة الثالثة من أول مراتب العقد و الثلاثة هي أول الأفراد فقد ظهر التناسب بين الأحد و الفرد من حيث الوترية فهو أول في الأحدية و الإنسان الكامل أول في الفردية فاعلم ذلك و لهذا جاء في نشأة الإنسان أنه علقة من العلاقة و العلقية في ثالث مرتبة من أطوار خلقته فهي في الفردية المناسبة له من جهة اللام في مراتب العدد قال تعالى ﴿خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ سُلاٰلَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ [المؤمنون:12] و هذه أول مرتبة ﴿ثُمَّ جَعَلْنٰاهُ نُطْفَةً فِي قَرٰارٍ مَكِينٍ﴾ [المؤمنون:13]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية