فكنت واو العين العلم ظاهرة *** خفية العين بين الكاف و النون
فصلت في اللوح أسرارا متوجة *** قد كان أجملها الرحمن في النون
[الفناء في المشاهدة]
من هذا المنزل قيدت جزءا سميته الفناء في المشاهدة فلنذكر الآن ما يتضمنه هذا المنزل على ما يحوي عليه من الأصول فإن البسط فيه يطول فاعلم أن مظهر هذا المنزل اسمه النور و لكن الأنوار على قسمين نور ما له شعاع و نور شعشعاني فالنور الشعشعاني إن وقع فيه التجلي ذهب بالأبصار و «هو الذي أشار إليه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم حين قيل له يا رسول اللّٰه هل رأيت ربك فقال صلى اللّٰه عليه و سلم نوراني أراه» يقول نور كيف أراه يريد النور الشعشعاني فإن تلك الأشعة تذهب بالأبصار و تمنع من إدراك من تنشق منه تلك الأشعة و هو أيضا الذي أشار إليه صلى اللّٰه عليه و سلم «بقوله إن لله سبعين حجابا من نور و ظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه» و السبحات هنا هي أنوار حقيقته فإن وجه الشيء حقيقته و أما النور الذي لا شعاع له فهو النور الذي يكون فيه التجلي و لا شعاع له و لا يتعدى ضوؤه نفسه و يدركه المبصر في غاية الجلاء و الوضوح بلا شك و تبقي الحضرة التي يكون فيها هذا الذي كشفت له في غاية من الوضوح لا يغيب عنه منها شيء في غاية الصفاء و في هذا التجلي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية