﴿بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً﴾ [الكهف:103] و إن كان حاله في سدرة المنتهى أو في ملك من الملائكة جلى له صورة سدرة مثلها أو صورة مثل صورة ذلك الملك و تسمى له باسمه ثم ألقى إليه ما عرف أنه يلقى إليه من ذلك المقام الذي هو فيه ليلبس عليه فإن كان من أهل التلبيس فقد ظفر به عدوه و إن كان معصوما حفظ منه فيطرده و يرمي ما جاء به أو يأخذه من اللّٰه دونه و يشكر اللّٰه على ما أولاه و ما زاده ثم يرتقي هذا الشخص إلى حال هو أعلى فإن كان حاله العرش أو العماء أو الأسماء الإلهية ألقى إليه الشيطان بحسب حاله ميزانا بميزان فإن كان من أهل التلبيس كان كما ذكرناه و إن لم يكن انقسم أمره إلى ما ذكرناه فقد أعلمتك أن الشيطان لا يجلي للشخص إلا على ما هي عليه حالته في صورة ذلك على السواء و على ما استقر في ذهنه مما قررته الشريعة أ لا ترى ابن صياد لما أظهر له إبليسه العرش إذ كان حاله و أبصر ذلك العرش على البحر لأنه رأى اللّٰه تعالى يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية