لأن أحدية المرتبة لا تقبل الثاني و لا تحمل الشركة لأن المطلوب الصلاح لا الفساد و الإيجاد لا الإعدام و قال تعالى ﴿لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا﴾ [الأنبياء:22] فوحد الإله و ما قال لو كانت ذات الإله تنقسم لفسدتا ما تعرض لشيء من ذلك و إن الإله عند المتكلمين مجموع ذوات فإن الصفات أعيان زائدة موجودة قائمة بذات الحق و بالمجموع يكون إلها فأين التوحيد الذي يزعمونه و كذلك العقلاء من الفلاسفة الإله عندهم مجموع نسب فأين الوحدانية عندهم فإنهم يصفونه بالعلم و الحياة و اللذة و الابتهاج بكماله فالوحدة أمر يسمع و اسم على غير مسمى حقيقي إذا أنصفت فلا إله إلا اللّٰه الواحد في ألوهيته القهار للمنازعين له في ألوهيته من عباده و المزاحمين له في أفعاله و ما عدا هذين الصنفين فلهم اللّٰه الواحد الغفار و بعد أن علمت هذا فلا تحجبك هذه الكثرة عن توحيد اللّٰه تعالى و لكن بينت لك متعلق توحيدك و ما تعرضنا إلى الذات في عينها لأن الفكر فيها ممنوع شرعا «قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لا تتفكروا في ذات اللّٰه»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية