﴿وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ﴾ [الواقعة:85] فعم البصيرة و البصر إذ كان إدراك البصر في الباطن يسمى بصيرة و الذات واحدة و اختلف عليها المواطن فسمى في إدراك المحسوس بصرا و في إدراك المعاني بصيرة فالمدرك واحد العين فيهما و لما كان على الحوض الذي يكون في الدار الآخرة كئوس كثيرة على عدد الشاربين منه و أن الماء في الإناء على صورة الإناء شكلا و لونا علمنا قطعا إن العلم بالله سبحانه على قدر نظرك و استعدادك و ما أنت عليه في نفسك فما اجتمع اثنان قط على علم واحد في اللّٰه من جميع الجهات لأنه ما اجتمع في اثنين قط مزاج واحد و لا يصح لأنه لا بد في الاثنين مما يقع به الامتياز لثبوت عين كل واحد و لو لم يكن كذلك لم يصح أن يكونا اثنين فما عرف أحد من الحق سوى نفسه فإذا عامل من تجلى له بما عامله به و قد ثبت أن عمله يعود عليه لن ينال اللّٰه من ذلك شيء «قال صلى اللّٰه عليه و سلم إنما هي أعمالكم ترد عليكم» فيكسوكم الحق من أعمالكم حللا على قدر ما حصنتموها و اعتنيتم بأصولها فمن لابس حريرا و من لابس مشاقة كتان و قطن و ما بينهما فلا تلم إلا نفسك و لا تلم الحائك فما حاك لك إلا غزلك فإن قلت كيف تقول لن ينال اللّٰه من ذلك شيء و قد قال سبحانه ﴿يَنٰالُهُ التَّقْوىٰ مِنْكُمْ﴾ [الحج:37]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية