﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] إن العلوم و أعني بها المعلومات إذا ظهرت بذواتها للعلم و أدركها العلم على ما هي عليه في ذواتها فذلك العلم الصحيح و الإدراك التام الذي لا شبهة فيه البتة و سواء كان ذلك المعلوم وجودا أو عدما أو نفيا أو إثباتا أو كثيفا أو لطيفا أو ربا أو مربوبا أو حرفا أو معنى أو جسما أو روحا أو مركبا أو مفردا أو ما أنتجه التركيب أو نسبة أو صفة أو موصوفا فمتى ما خرج شيء مما ذكرناه عن إن يبرز للعلم بذاته و برز له في غير صورته فبرز العدم له في صورة الوجود و بالعكس و النفي في صورة الإثبات و بالعكس و اللطيف في صورة الكثيف و بالعكس و الرب بصفة المربوب و المربوب بصفة الرب و المعاني في صور الأجسام كالعلم في صورة اللبن و الثبات في الدين في صورة القيد و الايمان في صورة العروة و الإسلام في صورة العمد و الأعمال في صور الأشخاص من الجمال و القبح فذلك هو الكدر الذي يلحق العلم فيحتاج من ظهر له هذا إلى قوة إلهية تعديه من هذه الصورة إلى المعنى الذي ظهر في هذه الصورة فيتعب و سبب ذلك حضرة الخيال و التمثل و القوة المفكرة و أصل ذلك هذا الجسم الطبيعي و هو المعبر عنه بالحوض في هذا المنزل و قعر هذا الحوض هو خزانة الخيال و كدر ماء هذا الحوض المستقر في قعره هو ما يخرجه الخيال و التخيل عن صورته فيطرأ التلبيس على الناظر بما ظهر له فما يدري أي معنى لبس هذه الصورة فيتحير و لا يتخلص له ذلك أبدا من نظره إلا بحكم الموافقة و هو على غير يقين محقق فيما أصاب من ذلك إلا بأخبار من اللّٰه و لهذا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية