و قوله ﴿فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ﴾ [الأنعام:149]
فقرب بالصورة على نوعين في الخلافة
النوع الواحد خلافة عن تعريف إلهي بمنشور و خلافة لا عن تعريف إلهي مع نفوذ الأحكام منه و لا يسمى مثل هذا القرب على طريق الأدب بلسان الأدباء خلافة و لا هو خليفة و بالحقيقة هو خليفة و تلك خلافة فالخلفاء متفاضلون أيضا فيها و الخلافة بغير التعريف أتم في القرب المعنوي فإن الخليفة بالتعريف و الأمر الظاهر يبعد من المستخلف في الصورة فإن حكمه في العالم لم يكن عن أمر من غيره بل هو حاكم لنفسه فمن حكم في العالم بنفسه و نفذ حكمه فيه من غير أمر إلهي و لا استخلاف بتعريف و لا منشور فهو أقرب من الصورة الإلهية ممن عقدت له الخلافة عن أمر إلهي بتعريف و منشور لكنه أقرب إلى السعادة المطلوبة له من ذلك الذي لم يقترن بخلافته أمر إلهي و القرب إلى السعادة هو المطلوب عند العلماء بالله و هذا القدر كاف في معرفة القرب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية