﴿تَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِي وَ لاٰ أَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة:116] على الوجهين الوجه الواحد أن تكون النفس هنا نفس عيسى عينه أو تكون نفس الحق فإذا جهل العبد ما هي عليه نفسه من حكم الاستعداد الذي به يقبل الوجود الحق الخاص فهو بما ينظر إليه من الأسماء الإلهية في المستأنف أجهل فإذا ظهر لصاحب الوجد وجود الحق عند ذلك الظهور يعلم ما تجلى له من الأسماء فيخبر عند رجوعه عن وجود معين و شهود محقق و أما غير صاحب الوجد فحكمه بحسب الحال التي يقام فيها و الضابط لباب العلم بالله أنه لا يعلم شيء من ذلك إلا بإعلام اللّٰه في المستأنف و أما في الحال و الماضي فإعلام اللّٰه به وقوعه مشهود المن وقع به عن ذوق لا عن نقل إلا أن يكون الناقل مقطوعا بصدقه و يكون القول أيضا في الباب نصا جليا لا يحتمل إن لم يكن بهذه المثابة و إلا فلا يعلم أصلا و إن وقع العلم به من شخص في وقت فبحكم المصادفة و مثل هذا لا يسمى علما عند أحد من أهل النظر و إن كان الشارع قد سماه علما في قصة ابن عمر أو من كان من الصحابة في حديث الفاتحة فقال ليهنك العلم مع كونه مصادفة
[الوجد ليس بمعلوم الورود لمن ورد عليه الوجد]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية