﴿هَلْ ثُوِّبَ الْكُفّٰارُ مٰا كٰانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المطففين:36] فموضع الاستشهاد من هذا الموافقة في الصورة فانسحب الاسم عليه في الجناب الإلهي كما انسحب عليه في الجناب الكوني و لم يكن الغرض كون ذلك الأمر محمودا أو مذموما و إنما المراد ظهور الموافقة الإلهية فلما رأى أهل اللّٰه ظهور الموافقة الإلهية سامحوا في التواجد و اشترطوا التعريف لما يعطيه مقام الصدق الذي عليه اعتماد القوم فإن قلت فهذه الموافقة الإلهية و النبوية إنما وقعت في دارين و مجلسين مختلفين و التواجد في مجلس واحد قلنا صدقت فيما ذكرته في عين ما استشهدنا به فنحن ما قصدنا إلا الموافقة فإن أردت حصول الأمر من الجانبين في وقت واحد فذلك موجود في مكر اللّٰه بالماكرين ﴿مِنْ حَيْثُ لاٰ يَشْعُرُونَ﴾ [النحل:26] فلا يكون ذلك إلا في الدنيا فإنهم في الآخرة يعرفون أن اللّٰه مكر بهم في الدنيا بما بسط لهم فيها مما كان فيه هلاكهم فهنا وقع المكر بهم حيث وقع المكر منهم بل في بعض الوقائع أو أكثرها بل كلها إن عين مكرهم هو مكر اللّٰه بهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية