يعني للنفس ﴿مٰا كَسَبَتْ﴾ [البقرة:134] فأوجبه لها و قال في الاكتساب ﴿وَ عَلَيْهٰا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ [البقرة:286] فما أوجب لها إلا الأخذ بما اكتسبته فالاكتساب ما هو حق لها فتستحقه فتستحق الكسب و لا تستحق الاكتساب و الحق لا يعامل إلا بالاستحقاق فالعفو من اللّٰه يحكم على الأخذ بالجريمة فالتواجد الذي عند أهل اللّٰه إظهار صورة وجد من غير وجد على طريق الموافقة لأهل الوجد مع تعريفه لمن حضر أنه ليس بصاحب وجد لا بد من هذا و مع هذا الصدق فتركه أولى لأن مراعاة حق اللّٰه أولى من مراعاة الخلق إذ مراعاة الخلق إن لم تكن عن مراعاة مر الحق بها و إلا فهي مداهنة و المداهنة نعت مذموم لا ينبغي لأهل اللّٰه أن تتصف بشيء لا يكون للحق فيه أمر بوجوب إن كان فعلا أو يكون لذلك الفعل نعت إلهي في النعوت فتستند إليه فيه و لو كان مذموما في الخلق فإنه محمود في جانب الحق لظهور الحق به لأمر يقتضيه الحكم فمستنده الإلهي قول نوح لقومه ﴿فَإِنّٰا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمٰا تَسْخَرُونَ﴾ [هود:38] و قول اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية