فأثنى على المراعين لها ليحسن القصد و النية في ذلك و في الكلام تقديم و تأخير كأنه يقول فما رعوها حق رعايتها إلا ابتغاء رضوان اللّٰه يعني المراعين لها و في شرعنا من هذه الرهبانية من سن سنة حسنة و هذا هو عين الابتداع و لما جمع عمر بن الخطاب الناس على أبي في قيام رمضان قال نعمت البدعة هذه فسماها بدعة و مشت السنة على ذلك إلى يومنا هذا فلما اقترن بالأعمال المشروعة وجوب القيام بحقها كالنذر خاف المكلف فقامت الرهبة به فأدته إلى مراعاة الحدود فسمي راهبا و سميت الشريعة رهبانية و مدح اللّٰه الرهبان في كتابه فمن الناس من علق رهبته بالوعيد فخاف من نفوذه كالمعتزلي القائل بإنفاذ الوعيد فيمن مات عن غير توبة
[إن المؤمن يندم على ارتكاب معصية]
فاعلم إن هنا نكتة أنبهك عليها و ذلك أنه من المحال أن يأتي مؤمن بمعصية توعد اللّٰه عليها فيفزع منها إلا و يجد في نفسه الندم على ما وقع منه و «قد قال صلى اللّٰه عليه و سلم الندم توبة» و قد قام به الندم فهو تائب فسقط حكم الوعيد لحصول الندم فإنه لا بد للمؤمن أن يكره المخالفة و لا يرضى بها و هو في حال عمله إياها فهو من كونه كارها لها مؤمن بأنها معصية ذو عمل صالح و هو من كونه فاعلا لها ذو عمل سيئ فغايته إن يكون من الذين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية