«و أما النوع السابع من الفناء»فهو الفناء عن صفات الحق و نسبها
و ذلك لا يكون إلا بشهود ظهور العالم عن الحق لعين هذا الشخص لذات الحق و نفسه لا لأمر زائد يعقل و لكن لا من كونه علة كما يراه بعض النظار و لا يرى الكون معلولا و إنما يراه حقا ظاهرا في عين مظهر بصورة استعداد ذلك المظهر في نفسه فلا يرى للحق أثرا في الكون فما يكون له دليل على ثبوت نسبة و لا صفة و لا نعت فيفنيه هذا الشهود عن الأسماء و الصفات و النعوت بل إن حققه يرى أنه محل التأثر حيث أثر فيه استعداد الأعيان الثابتة من أعيان الممكنات و مما يحقق هذا كونه تعالى وصف نفسه في كتابه و على ألسنة رسله بما وصف به المخلوقات المحدثات و إما أن تكون هذه الصفات في جنابه حقا ثم نعتنا بها و إما أن تكون لنا حقا و نعت نفسه بها توصلا لنا و خبره بها صدق لا كذب و إن كنا نحن فيها الأصل فهو مكتسب و إن كان هو الأصل فقد كسبنا إياها و هذه من أغمض نتائج العلم بالله فإنه أضاف إليه نعوت المحدثات كلها بأخبار قديم أزلي فمنها ما أشار به في أخباره بأنه مكتسب لبعضها مثل قوله ﴿وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31] و منها ما ذكره و لم يقيد باكتساب و لا غيره و من هذا الباب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية