[الخلق كلهم في قبضة الحق]
و اعلم أيها الولي الحميم أن الخلق كان في قبض الحق للحق فلما انبسط ظهر للعالم «قال اللّٰه تعالى لآدم و يداه مقبوضتان يا آدم اختر أيتهما شئت فقال آدم اخترت يمين ربي و كلتا يدي ربي يمين مباركة فبسطها فإذا فيها آدم و ذريته» و لو فتح الأخرى لكان فيها سائر العالم فانظر إلى كون الإنسان في اليمين الحق إذ علم آدم أن بين اليدين فرقانا و لذلك قال أدبا و كلتا يدي ربي يمين مباركة فاختار القوة نظرا إلى نفسه لما علم أنه على الصورة و أنه خليفة فعلم إن القوة له فاختار الأقوى بأدب و لما كان الخلق مطويا في الحق لم ير نفسه و هو مشهود لله فلما كان البسط الإلهي ظهر العالم لنفسه فرأى نفسه و رأى من كان في قبضته عن شهود نفسه فعلم من أين صدر و كيف صدر و ما علم هل له رجوع أم لا فقيل له ﴿وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ [هود:123]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية