فلو كان تسبيحهم راجعا إلى أمر واحد لم يجهل أحد تسبيح غيره و قد قال اللّٰه إن تسبيح الأشياء لا يفقه فدل على إن كل شيء يسبح إلهه بما تقرر عنده منه مما ليس عند الآخر و لما كان في قضية العقل إن اللّٰه عزَّ وجلَّ لا يكون محصورا و في قضية الوقوع وجود الحصر وصف نفسه في آخر الآية بأنه حليم فلم يؤاخذ مع القدرة من زعم أن الحق على وصف كذا خاصة و ما هو على وصف كذا و وصف نفسه في آخر هذه الآية بأنه غفور لما ستر به قلوبهم عن العلم به إلا من شاء من عباده فإنه أعطاه العلم به على الإجمال و قال ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] لأنه عين كل شيء بدليل العلامة التي ثبتت عنه و الشيء لا يكون مثلا لعينه لأنه عين كل شيء في كل ظل و كل فيء و كل طائفة سوى أهل اللّٰه قد نزهته أن يكون كذا و لهذا أخبر عنهم فقال ﴿وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ﴾ [الإسراء:44]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية