و ما ذاك الهوى المذموم لكن *** هو الحب الذي منه ابتلينا
[أن اللطيفة يطلق على معنيين]
اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح القدس أن أهل اللّٰه يطلقون لفظ اللطيفة على معنيين يطلقونه و يريدون به حقيقة الإنسان و هو المعنى الذي البدن مركبه و محل تدبيره و آلات تحصيل معلوماته المعنوية و الحسية و يطلقونه أيضا و يريدون به كل إشارة دقيقة المعنى تلوح في الفهم لا تسعها العبارة و هي من علوم الأذواق و الأحوال فهي تعلم و لا تنقال لا تأخذها الحدود و إن كانت محدودة في نفس الأمر و لكن ما يلزم من له حد و حقيقة في نفس الأمر أن يعبر عنه و هذا معنى قول أهل الفهم أن الأمور منها ما يحد و منها ما لا يحد أي تتعذر العبارة عن إيضاح حقيقته وحده للسامع حتى يفهمه و علوم الأذواق من هذا القبيل ثم يتوسعون في اللطائف فيسمون كل معنى دقيق عزيز المثال و إن قيل ينفرد به أفراد الرجال لطيفة و من الأسماء الإلهية الاسم اللطيف و من حكم هذا الاسم الإلهي إيصال أرزاق العباد المحسوسة و المعنوية المقطوعة الأسباب من حيث لا يشعر بها المرزوق و هو قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية