يرقى به عنده منزلة لم تكن له و هذه الأحوال لا يختص بها البشر و لا موطن الدنيا بل هي دائمة أبدا في الدنيا و الآخرة و هي لكل مخلوق فاللوائح كأنها مبادي الكشوف و لهذا قد تثبت و قد يسرع زوالها إلا أنه لا بد لها فيمن تلوح له من زيادة علم يرقى به درجة عند اللّٰه تعالى هذا يشترط في اللوائح و قلنا من شرط اللائحة أن يكون الإدراك بالبصر لا بالبصيرة في الحال الذي لا يتقيد البصر بالجارحة المقيدة بالجهة المخصوصة بل بحقيقة البصر المنسوب إلى النفس الناطقة ثم يزاد إلى ذلك أمر آخر و هو أن يكون الحق بصره فهو الشاهد له و البينة من ربه على إن بصره لم يتقيد بالجارحة و قد صح هذا المقام عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم كما صح عنه لما سئل عن رؤية ربه بعينه المقيدة ذات الطبقات «فقيل له هل رأيت ربك أراد السائل رؤية البصر المقيدة بالجارحة فقال نوراني أراه» أي نور هذا الإدراك يضعف عن ذلك النور الإلهي و إن كان للبصر المقيد إدراك في النور الإلهي على حد مخصوص فإن النور الإلهي كما قيل التشبيه بالمصباح الوارد في القرآن على الصفات المخصوصة المذكورة كذلك يقبل إدراك البصر إياه إذا حصل تلك الشرائط كلها فتدبرها في نفسك و يخرج قوله ﴿لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ﴾ [الأنعام:103]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية