بما زادك الحال في أمرها *** و حقق إشارتها و اغتنم
فهذي مكاشفة ترتضي *** و صاحبها سيد قد عصم
[المكاشفة تطلق بإزاء الأمانة بالفهم و تطلق بإزاء تحقيق زيادة الحال و تطلق بإزاء تحقيق الإشارة]
اعلم أن المكاشفة عند القوم تطلق بإزاء الأمانة بالفهم و تطلق بإزاء تحقيق زيادة الحال و تطلق بإزاء تحقيق الإشارة اعلم أن المكاشفة متعلقها المعاني و المشاهدة متعلقها الذوات فالمشاهدة للمسمى و المكاشفة لحكم الأسماء و المكاشفة عندنا أتم من المشاهدة إلا لو صحت مشاهدة ذات الحق لكانت المشاهدة أتم و هي لا تصح فلذلك قلنا المكاشفة أتم لأنها ألطف فالمكاشفة تلطف الكثيف و المشاهدة تكثف اللطيف و بقولنا هذا تقول طائفة كبيرة من أهل اللّٰه مثل أبي حامد و ابن فورك و المنذري و قالت طائفة بالنقيض و إنما قلنا إنها أتم لأنه ما من أمر تشهده إلا و له حكم زائد على ما وقع عليه الشهود لا يدرك إلا بالكشف فإن أقيم لك ذلك الأمر في الشهود من حيث ذاته صحب ذلك المشهود حكم و لا بد لا يدرك إلا بالكشف هكذا أبدا فالمكاشفة إدراك معنوي فهي مختصة بالمعاني و مثال ذلك إذا شاهدت متحركا يطلب بالكشف محركه لأنه يعلم أن له محركا كشفا و لهذا يتعلق العلم بمعلومين و يتعلق البصر الذي هو للمشاهدة بمعلوم واحد فيدرك بالكشف ما لا يدرك بالشهود و يفصل الكشف ما هو مجمل في الشهود
[المكاشفة على ثلاثة معان]
فالمكاشفة كما قلنا على ثلاثة معان مكاشفة بالعلم و مكاشفة بالحال و مكاشفة بالوجد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية